أمنوس . ما : ميمون عزو
و انا ألقي نظرة على برنامج خدمة البث العالمي Netflix وقعت عيناي على عنوان فيلم مكسيكي أثار انتباهي وفضولي بشكل كبير ، وهو ما جعلني أضغط عليه بسرعة من أجل الاطلاع على فصول أحداثه ، و للصراحة لم يخب ظني .
تدور احداث الفيلم داخل سجن خطير يقاد إليه أعتى المجرمين و أخطرهم ، تشكلت داخله عصابات تصول و تجول بمباركة القيم على هذا السجن وهو بالمناسبة مدير فاسد يحب المال وله علاقات مع قادة المافيا المتاجرين بالمخدرات و كل الممنوعات .
المهم من بين الأشياء التي أعجبتني في هذا الفيلم ، تركيز المخرج على حب و عشق المكسيكين لمنتخب بلادهم لكرة القدم ، وعدم استساغهم لمن يتحدث عن بلادهم بالسوء من طرف الامريكين و الصينين المتواجدين في ذات السجن ، وغالبا ما تكون ردات فعل السجناء المكسيكين قوية و تقف بالمرصاد لكل من سولت له نفسه الحديث بسوء عن بلادهم .
هذا الحب الجارف الذي نقله المخرج يعبر عن الوطنية الحقة المزروعة في نفوس السجناء ، رغم ان دولة المكسيك لم تمنح لهم شيئا و لم توفر سبل الحياة الكريمة بل وصنعت منهم مجرمين خطرين غير أن حب البلاد لا يساوم .
مناسبة هذا الكلام هو ما يخرج من أفواه بعض المغاربة الذين فهموا الوطنية بشكل معاكس ، و يعتقدون أن النضال و المطالبة بالحقوق تسترعي سب الوطن ، و جرح مشاعر المغاربة و التنقيص منهم و إحساسهم انهم لا شئ ، وهذا مخطط و مدبر له من البعض المنعم عليهم و الذين يعيشون خارج البلاد و يتلقون الإعانات و المساعدات و عملهم الوحيد هو سب المغرب .
و في هذا الاطار لابد من التأكيد أن المناهج التعليمية المغربية ، لم تقم بدورها التربوي الوطني ، و لا تلقن النشأ القيم الوطنية وان حب الوطن لا يساوم و ان الانتقاد يوجه للسياسيين و المسؤولين الذين أخلوا بواجباتهم و ليس للوطن .
و ختاما أستحضر بيتن شعريين يقال انها للشاعر قتادة بن إدريس يقول فيهما :
وطني وإن جار علي عزيزٌ
وأهلي إن ضنوا عليَ كرامُ
بلادي و إن هانت علي عزيزة
ولو انني أعرى بها و أجوع
تعليقات الزوار ( 0 )