محمد بوزكو يرد على المنتقدين ،، النقد الهدام ،، للإنتاجات الريفية

17 أبريل 2021 - 6:05 م

 

محمد بوزكو

لاحظت أن هناك بعض من الناس همهم الوحيد هو ضرب كل عمل فني يحاول ما استطاع ان يعكس بالقدر المسموح واقعنا في الريف خاصة… وفي المغرب عموما… هؤلاء يكتبون عبارات فضفاضة… أغلبها لا تتعدى كلمتين في حين أن كتابة سيناريو مسلسل يحتاج الى اكثر من نصف عام أو أكثر من الاجتهاد… بجرة قلم يحطمون مجهود المخرج… مثابرة بعض الممثلين والممثلات… تفاني الطاقم التقني… وابداع المونتاج والميكساج… والموسيقى… لا أحد يكلف عناء نفسه كي يجتهد ويقرأ العمل بنقد محترم وقراءة رصينة وجدية حتى يستفيد منه كل متدخل في العمل…

في المقابل تجد أن الاعمال الناطقة بالدارجة يتم تشجيعها… ويتم تحفيز كل المساهمين فيها… بل وتكتب في حقها كتابات نقدية وقراءات تساهم في تمتينها عبر تبيان هفواتها… وقوتها أيضا إن وجدت… لذلك ترى كتابات تنتقد الاسفاف الذي وصلت اليه بعض الاعمال… ولجوء بعضها الى ممثلين وممثلات تيك توك والانستغرام… وكذا انحدار مستوى السيناريوهات… الى غير ذلك من النقد البناء… وإن كانت المواقع الالكترونية تعج ايضا في حقها بالاحكام الجاهزة والعبارات الرافضة المبنية على انطباعات وملاحظات سطحية…

إننا في الأعمال الأمازيغية إن كنا نعاني من شح في الانتاج الدرامي خصوصا وفي البرامج عموما، بحيث يقتصر ذلك فقط على انتاجات رمضان… أي شهر في السنة…

وإن كنا نفتقد لقراءات نقدية، باستثناء قلة قليلة جدا جدا، مؤسسة ووجيهة…

فإن أعمالنا تعاني أيضا من تجاهل مريب ممن يحملون هويتنا وثقافتنا، اللهم اشهار معاول الهدم… وتعاني كذلك من سكوت غير مفهوم لإخواننا في الوطن الناطقين بالدارجة…

لاحظوا البرامج التي تُقدم في جميع القنوات… تصفحوا صفحات المهتمين بالاعمال الدرامية والسينمائية… زوروا المواقع الالكترونية… ستجدون غيابا تاما لكل اشارة للاعمال الامازيغية عموما… وللممثلين الأمازيغ… ولما تنتجه القناة الامازيغية التي لا تذكر بتاتا… إن بالايجاب أو بالسلب…

إن وقع التجاهل أكبر بكثير من نقد يبين نواقص عمل ما ويعري علاته… كما أن الهدم بغير سبب فيروس ينخر الذوات المجتهدة بالمجان… وظلم ذوي القربى أشد مضاضة…

كتب لنا أن ننجز أعمالًا ليتقاذفها الإعراض والتجاهل من هناك… والتبخيس والتحطيم من هنا… ولكن أكسيجين الحياة هو ذاك الذي يتيحه لنا أولئك الذين يتابعون أعمالنا بجوارحهم… ولا يبخلون علينا بتشجيعاتهم وملاحظاتهم البناءة…

لذلك… يبقى سلاحنا هو الاستمرار… بعزيمة… بصدق… بضمير…. حد الممكن…

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .