في خضم الجائحة (295): مقرات الأحزاب تعود للعمل

22 فبراير 2021 - 11:58 م

 

كتب: عبد المنعم شوقي

لفتَ انتباهي مؤخرا إقبال الأحزاب السياسية على اكتراء وافتتاح العديد من مقراتها بمختلف الجماعات الحضرية والقروية.. بل وتجاوز الأمر إلى الشروع في عقد الكثير من مؤتمراتها واجتماعاتها المحلية والإقليمية والجهوية..
طبعا هي افتتاحات ولقاءات من أجل التمهيد والإعداد لمحطة الانتخابات المقبلة مع كل ما يتطلب ذلك من ترويج واستقطاب بهدف الحصول على أكبر عدد ممكن من المناصب والكراسي.
من حق أحزابنا أيها الأحبة أن تبحث لنفسها عن مكاسب خلال الاستحقاقات القادمة، ولكن ما نعيبه عليها هو غيابها عن الساحة طيلة السنوات الخمس الماضية.. فنحن لم نشهد لها أي دور فعال لخدمة المواطن على مدار نصف عقد من الزمن، ولم نلحظ فيها حماسا للدفاع عن قضايا الساكنة وآمال الجماهير الشعبية.. فكيف لنا اليوم أن نستقبل رجوعها إلينا بالأحضان!!.. وكيف لنا أن نؤمن بمخططاتها ومشاريعها وبرامجها!!..
لقد انتظر المواطنون طويلا أحزابهم السياسية لتكون ناطقة باسمهم، وواسطة لهم للبحث عن حلول ناجعة للمشاكل التي يتخبطون فيها ليل نهار.. فقر وبطالة ومرض وغياب للبنيات التحتية والمرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية.. فعن أي مصالحة تبحث أحزابنا السياسية؟؟.. وهل مازالت تؤمن بأن المواطنين هم مجرد أرقام يتم احتسابها يوم الاقتراع من أجل تحديد الفائز والمنهزم؟؟ أين دور الأحزاب في تأطير الشباب وتثقيفه وتهييئه من أجل خدمة الوطن؟؟ أين دورها في رسم مشهد سياسي وطني يرقى بعطاء مؤسساتنا وجماعاتنا؟؟ بل أين دورها بكل بساطة في بناء مغرب قوي وقادر على مواجهة التحديات؟؟..
إننا نشكو دائما أيها الأحبة من ضعف نسبة المشاركة في الانتخابات.. ولعل أبرز سبب لعزوف المواطنين في نظري هو ذاك الناتج عن فقدان ثقتهم بأحزابنا الوطنية التي تغيب عنهم سنوات طويلة قبل أن تعود إليهم لتستجدي أصواتهم ثم تتوارى من جديد…

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .