وما أكثر المنتقدين من أهل الدار حين تعدهم وفي النائبات قليل

25 سبتمبر 2020 - 9:09 م

الحسن العمارتي

بدون ريب ولا أدنى شك يعيش المغرب على غرار باقي دول المسكونة حربا ضروسا ضد تفشي وباء كوفيد 19 المستجد، المستعصي، الخبيث منذ شهور خلت ،بحيث تعرف كل مدنه وأقاليمه اجتياحا متفاوتا لهذا الفيروس اللعين ،وخصوصا في موجته الثانية التي طفت للسطح بعد ان اعتقدنا واهمين قبل شهرين من الان أننا تحكمنا فيه ونجحنا نهائيا في محاصرته ،لكن ما فتئ يضرب بقوة من جديد ،بعد ان استنزف مخزونا هائلا من الجهد البشري،اللوجستيكي وما خلفه من تبعات اقتصادية واجتماعية وخيمة على البلاد والعباد.وفي هذا السياق العام الذي حتم ولا زال وسيظل يحتم على كل المغاربة أفرادا ومؤسسات ،مدنا وأقاليم بكل الامكانيات المتاحة وفي جميع القطاعات ملحاحية وضرورة التجند الفردي والجماعي لمواجهة هذا الفايروس وتبعاته الصحية ،الاقتصادية والاجتماعية ،كل من موقعه وحسب كامل طاقته.من هنا وانطلاقا من نموذج التصدي المحلي له على مستوى المستشفى الاقليمي – ابن باجة بتازة ،نحيي بموضوعية الاتزان وكلمة الحق كل الجهود الادارية والميدانية لذلك الطاقم الطبي،التمريضي والاداري الذي تجند منذ الوهلة الاولى لتفشي الوباء والى حدود اليوم ،من خلال تلك التضحيات الجسام للسهر على علاج المرضى المصابين والاعتناء بهم ،حسب الممكن والمتاح من الامكانات الطبية واللوجستيكية ،معرضين أنفسهم لمخاطر الاصابة وكل ما يرافق ذلك العمل الوطني النبيل من جهد وتضحيات عظام،دون أن نقدس أحدا أو نجعله فوق المساءلة او الحساب ان أخطى او تراخى أوأتى كل تقصير.لكن بالمقابل من هذا كله ورغم ما يمكن أن يكون موضوعا للنقد والتقويم والملاحظات في الحركية اليومية لهذا المستشفى الاقليمي من :ادارة ،أطقم صحية ومستخدمين،لابد للعاقل من النقاد -خصوصا ان كان أغلبهم من الاسرة الصحية وأهل الدار-ألا يتقدموا بما يعتقدونه من انتقادات للتقصير الخدماتي المبين داخل هذا المستشفى بمنطق الانانية،الشخصنة ،والتنظير الهلامي عن بعد .بحيث كان من الجيد لهؤلاء قبل الانتقاد أن يتواجدوا في الصفوف الامامية ميدانيا على امتداد أيام وشهور الجائحة،لا أن يهمسوا في اذان بعضهم البعض عبر الأثير ،او حصرهم لكل مشاكل القطاع الصحي بتازة في شخص بعينه :وهنا يقصدون المدير الاقليمي بلحمه وشحمه،وكأن واقع الحال والمنطق يقول:أنه يملك عصا موسى بين يديه لحل كل المشاكل المطروحة،او في أصبعه خاتم سليمان يحرك به وبسلطته الهلامية كل صغيرة وكبيرة حتى يتعطل كل شيء في هذا الفضاء الاستشفائي،وهذا تجن سافر ومبالغة مفضوحة من هؤلاء.
اضافة الى كون مطلب العزل الفوري لهذا الاخير من منصبه الاداري كشرط وحيد وأساس ليتحول المستشفى الاقليمي الى جنة عدن تطبيبية.وهذا مجانب للصواب والمنطق ومدعاة للشفقة على هؤلاء.
فضلا عن كون التنصيب في مسؤولية كهذه يعرف القاصي والداني من المطلعين أنه ليس تعيينا مزاجيا من طرف الوزير وبجرة قلم ،لكي يمحوه بممحاة العزل وقت ما شاء،بل يخضع لشروط مسطرية ومعايير واختبار يؤهل المنصب(بفتح النون وتشديد الصاد) بجدارة ومسؤولية لهذا المنصب .وبالتالي ومجاراة لمطلب هؤلاء المحتجين والمنتقدين ،وتماشيا مع المعمول به قانونا -مادمنا في دولة القانون والمؤسسات-فلابد لهذا الاخير:اي المدير الاقليمي الحالي أن يكون قد ارتكب من الاخطاء التدبيرية والتسييرية والتقصيرية ووو ما يستوجب ذلك العزل بل والمحاسبة ،وأما فقط لان هناك حسابات سقطت في أتون الغل والشخصنة والنقد عن بعد،فلا يعدو أن يكون مجرد رسم على الماء.

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .