بقلم وحيد جلال
هاهي أول سحابة في ايلول ، تبشر بعودة الشتاء عما قريب ، هاهي أول غيمة رمادية اتت ، واحضرت معها ريح الخريف الخفيفة ، وقطرات المطر الرقيقة . حكاية أيلول بدأت و لوحة البرتقالة الصفراء بدأت ترتسم في ألاجواء ، و أوراق الاشجار الصفراء تحضر نفسها للسفر ، والغصون تتهيأ لإرتداءفستانها الاخضر جديد لتعود شابة ، خضراء جميلة . طيور الصيف الجميلة بدأت تحضر حقائبها مغادرة و ستعود في السنة الجديدة . أما تلك الياسمينة ودعت آخر ورقة بيضاء لها ، وكأنها تنتظر عودة الشتاء ، حتى ترتوي من ماء السماء النظيف ،ومن ثم تصبح في الربيع القادم عروس بيضاء مجللة بثوب أبيض ناصع ، معطرة و جميلة .
دائما”تغنى الشعراء ب أيلول على انه فصل عجوز . ولكنني اليوم سأتكلم عن بداية شهر جديد ، سأتكلم عن بداية صفحة جديدة . لن أصف أيلول على انه غول سرق منا الأحلام الجميلة ، ولن أصف أيلول بأنه شهر كئيب و حزين .
وقبل ان ينهمر مطر أيلول ، أجمع كل تلك الاوراق الصفراء الحزينة التي صنعت من قلبك مسكنا” لها ان ترحل مع الريح بعيدا .
دع ريح أيلول تأتي ، وتأخذ معها كل من خذلك ، دعها تأتي وتأخذ معها كل من أوجعك ،و كل من لم يستحق قطرة دمعة منك . دع ريح أيلول تأتي و تأخذ معها كل صدمة ، وكل فرصة ضاعت ، وكل فشل مررنا به ، وكل دمعة سقطت حزنا” . دعها تحمل معها كل حلم لم يتحقق ، دعها تحمل معها كل وهم و كذبة .
بقلم : وحيد جلال .
تعليقات الزوار ( 0 )