أمنوس . ما : ميمون عزو
ما هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبه كل من النائب الأول و الثالث لرئيس جماعة الناظور ، نور الدين صبار و ياسر التزيتي على التوالي ليلجأ رفيق مجعيط لسحب التفويض منهما ؟
هذا السؤال تبادر الى ذهني مباشرة بعد أن توصلت بخبر سحب التفويض منهما ، و حاولت البحث عن الإجابة بفضول الصحفي الباحث عن المعلومة و الذي يعشق ان يلم بجميع الحيثيات التي قد تساعده في تقديم مادة إعلامية متكاملة .
من أجل الوصول الى الحقيقة لابد من العودة إلى الوراء شيئا ما ، فبوادر الانشقاق و الصراع داخل مجلس جماعة الناظور ، بدأ مبكرا ، و زاد إبان تولية صبار للرئاسة بعد أن كان رئيسها الفعلي عالقا بمليلية ، بدأت بعض المناوشات إن صح التعبير بين صبار و النائبة الثانية للرئيس السيدة ليلى أحكيم ، و بعد عودة الرئيس من المدينة المحتلة كان عليه جمع الشمل و نبذ الخلافات و المحاولة في طريق الصلح لما فيه مصلحة الناظور ، غير أن الذي وقع شئ ثاني ، انحاز مجعيط إلى صف أحكيم و هذا خطأ استراتيجي قد يكلف الرئيس الكثير مستقبلا و البداية تشقق أغلبيته الهشة أصلا و أصبح البيت الأبيض أوهن من بيت العنكبوت .
الصراع الخفي أو الذي كان يعتقد انه خفي ، ظهر الى سطح الأحداث في الدورة الإستثنائية ،، الظلامية ،، المنعقدة يوم الخميس ،، الاسود ،، فظهر للعيان جليا ان الرئيس الفعلي و الماسكة بزمام الأمور هي النائبة الثانية ليلي أحكيم التي كانت كل شئ داخل الدورة ، بينما ،، الرئيس ،، اكتفى بدور الكومبارس .
ولكن ما هو الخطأ الجسيم الذي يستوجب سحب التفويض بهذه السرعة ؟!!!
النزوات و أخذ القرارات في حالة غضب ، لم تكن يوما طريقا رشيدا ، و هذا ما قد ينعكس سلبا على عمل الرئيس الذي يظهر انه لا حول و لا قوة له ، و ان شخصية الرئيس غائبة عنه و هذا يؤكد بالملموس ان ترشحه للرئاسة كان أكبر خطأ .
الصراخ و رفع الصوت تعبير عن نفسية متهم ، و ان حجة صاحبها ضعيفة ، لذلك بدل ان تمر دورات مجلس جماعة الناظور في جو من النقاش الجاد واحترام وجهات نظر كافة المستشارين و العودة إلى التصويت في حال الخلاف المحمود ، غير أن البعض يحاول استعراض عضلاته في فن ،، الصراخ ،، الذي يعبر عن نفسية مهزوزة و غياب الثقة في النفس .
فتح جبهات الصراع في هذا التوقيت بالذات ليس في مصلحة جماعة الناظور التي تعاني الكثير و ميزانيتها فيها عجز كبير عكس ما يحاول البعض الترويج له ، لان الفائض المعلن عنه فائض غير حقيقي .
مهما يكن فالرئبس يجب ان يتحمل مسؤوليته كاملة ، وهو رئيس لكافة الناظوريين ، و عليه ان يبتعد عن مسببات النعرات ،، الحزبية ،، الضيقة ، و التفكير في وضع استراتيجية عمل مبنية على المقاربة التشاركية على الاقل ليمر ما تبقى له من هذه الولاية في سلم و سلام .
و يبقى الخاسر الأكبر ، هو الرئيس طبعا لانه يتواجد في واجهة الأحداث و القرارات تتخذ باسمه و لا يجب ان يقبل ان يؤكل الثوم بفمه .
إذا ، لنعود الى السؤال الذي طرحناه في البداية ، ما هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبه كل من صبار و التيزيتي ، ليتم سحب التفويض منهما بهذه الطريقة !!
الخطأ هو عدم مصادقتهم و التأمين ( من قول أمين ) على مقررات يرونها خاطئة و لا تخدم المصلحة العامة و هذا حقهم الدستوري و القانوني خوله لهم المشرع المغربي و لا يحق لأي كان أن يمارس عليهما القمع الفكري بل يجب احترام وجهات النظر وهذا أضعف الايمان .
وبه يجب على الرئيس ان يراجع أوراقه و تحالفاته قبل ان يخسر كل شئ بعد أن خسر أصدقاءه المقربين و من كان لهم يد في تنصيبه رئيسا لجماعة الناظور .
الأمور معقدة في الناظور ، وما سيآخذ على صبار و التيزيتي هو التزامهم الصمت و عدم توضيح ما يجري في دواليب البيت الأبيض ، الان كل شئ مسموح به و الناظوريين يريدون الحقيقة فقط
تعليقات الزوار ( 0 )