صالح العبوضي يكتب : لا للجدار الترابي نعم للمقاربة الاجتماعية .

21 يناير 2020 - 10:49 ص

من صميم الواقع : صالح العبوضي

في سنة 1961تم احداث جدار فاصل بين الجزئين من المانيا ،الشرقي التابع للمعسكر الاشتراكي والغربي الراسمالي الامريكي في ظل الحرب الباردة التي دامت لعقود من الزمن،وقد تميزت ضفتي الجدار بقصص عديدة في التجسس والاستخبارات بين الطرفين المتصارعين ،وبعدها ببعض السنوات تم احداث جدار فاصل اخر بين قطاع غزة واسرائيل وكان الغرض منه الحد من تسرب المقاومة الفلسطينية الى عمق اسرائيل.الولايات المتحدة الامريكية وفي مبادرة عنصرية بدات في انجاز جدار على طول حدودها مع المكسيك للحد من تدفق المهاجرين الجنوب امريكيين الى الضفة الشمالية ،وبالقرب من المملكة المعربية اصوات من اليمين العنصري الاسباني تطالب باحداث جدار فاصل على طول الشريط الحدودي بين مليلية وبني انصار. هذه بعض من نماذج الجدران الفاصلة التي عرفها تاريخ الانسانية والذي كانت تغلف اسبابها بالوقاية من التجيس او لضمان حد ادنى من الامن بين جارين وغيرها من المبررات التي لم تقنع المنظمات المدنية والحقوقية ابدا،وكانت ومازالت موضوع انتقاد ومرافعات للقضاء عليها حماية لحق الانسان في التنقل والتعايش مع مختلف الاجناس.في الناظور كذلك وعلى مقربة من انفنا يتم بناء جدار فاصل هذه المرة ليس بالاسمنت المسلح بل هو جدار ترابي فاصل بين ناظور مارشيكا وبين ناظور الشعب،هو تراب فاصل بين حياة البؤس والحرمان وبين البحر والاخضرار .هذا التراب الفاصل جاء نتيجة فشل مقاربة التنمية الاجتماعية لدى وكالة مارشيكا، بعد تسجيلنا لنجاحها في التنمية المجالية والتي اختزلها في تهيئة البحيرة ومحيطها من الناحية الجمالية والبيئية ،لكن لنعترف بان الجانب الاجتماعي مازال جنينيا لدى الوكالة،رغم تسجيلنا لبعض المحاولات التي باءت بالفشل خاصة حينما باشرت الحوار مع سكان اسعالا ولعراصي وبوعرورو من اجل التجاوب مع سياسة مارشيكا لتاهيل هذه الاحياء وقد عرفت هذه المفاوضات ارتباكا في التصور مما ترتب عنها عدم اقتناع الساكنة به ،وبدل ان تجتهد الوكالة لاقتراح خطة بديلة تنسجم مع مقترحات الساكنة ومتطلباتها ،ارتات الى حل بديل وهو انجاز جدار ترابي فاصل ستكون له تداعيات وانعكاسات سلبية على السياسة الاجتماعية للوكالة ،في حين كان يجب مضاعفة الجهود والابقاء على الحوار والتفاوض مع الساكنة عبر ابتكار وسائل لتحفيزهم ومساعدة شباب عبر تكوينهم في مهن البحر والسياحة وتشجيع اصحاب العقارات المتاخمة للكرنيش لانشاء مقاولات ومشاريع سياحية متوسطة بواسطة تبسيط المساطر الادارية والجبائية .في اعتقادي الشخصي ان المقاربة الاجتماعية هي السبيل الوحيد الذي سيساهم في انجاح مشروع الوكالة وليس التعاقد مع بطلة في العاب القوى بمبلغ كان سيوجه لشباب الاحياء لاحداث تعاونية سياحية مثلا،اتمنى ان يفتح الجدار الترابي فرصة اخرى لدى الوكالة لفتح نقاش جديد مع الساكنة للوصول الى مشروع بدون حواجز فاصلة.

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .