العمل الجمعوي في الغرب: بناء المجتمع وتحقيق التنمية

18 سبتمبر 2023 - 12:13 م

 

أمنوس . ما

 

بقلم الاستاذ : جمال الغازي

 

 

العمل الجمعوي هو مفهوم واسع يشمل مجموعة متنوعة من الجهود والأنشطة التي يتعاون فيها أفراد المجتمع معا من أجل تحقيق أهداف مشتركة تعود بالنفع على المجتمع وتعطيه بسمته، قد نجد العمل الجمعوي في جميع أنحاء العالم ولكن في الغرب تأخذ هذه الظاهرة أبعادا خاصة بها تستحق الانتباه والدراسة.
يتجلى العمل الجمعوي في الغرب عبر مجموعة متنوعة من الأشكال بدءا من الجمعيات الخيرية الصغيرة وصولا إلى المنظمات غير الحكومية الكبيرة والمؤسسات التطوعية المتخصصة ، هذه الجهود تهدف إلى مساعدة الأفراد وتحسين الظروف المعيشية للمجتمعات، وتشمل مجموعة متنوعة من المجالات مثل الصحة، والتعليم، والبيئة، والحقوق الإنسانية … الخ.
ومن اللافت للنظر أن العمل الجمعوي في الغرب يعتمد بشكل كبير على التطوع والمشاركة المجتمعية حيث يقوم الأفراد بالتبرع بوقتهم ومهاراتهم لمساعدة الآخرين، سواء من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية أو القيام بأعمال تطوعية للحفاظ على البيئة أو دعم الفئات المحتاجة ، هذا التفاعل الاجتماعي يعزز التلاحم المجتمعي ويبني روابط إنسانية قوية داخل المجتمع.علاوة على ذلك يلعب العمل الجمعوي دورا حيويا في تعزيز التنمية المستدامة ، من خلاله يتم توجيه الجهود نحو تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يمكن للعمل الجمعوي أن يساعد في تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية في المجتمع ، وهذا واضح من خلال دور المؤسسات الخيرية في دعم رواد الأعمال الصغار وتوفير الفرص التعليمية والتدريبية وخير مثل مؤسسة كاريطاس caritas و آبو awo….الخ

إن العمل الجمعوي في الغرب يمثل مظهرا بارزا من التفاني والتعاون الاجتماعي يسهم هذا العمل في بناء المجتمعات وتعزيز التنمية ، ويشكل عاملا أساسيا في تعزيز رفاهية الأفراد وتعزيز العدالة الاجتماعية.

وعليه تعتبر أوروبا واحدة من المناطق الرائدة عالميا في مجال العمل الجمعوي، حيث تشهد مئات الآلاف من المنظمات الغير ربحية والمؤسسات التطوعية ، هذه تنشط في مختلف القطاعات وفي مختلف الأماكن الدولية ، اذا العمل الجمعوي في أوروبا قوي ضخم يمتد عبر أرجاء القارة وحتى خارجها من أجل بناء المجتمعات وتعزيز تواجدهم في المناطق المنكوبة او المصابة بالكوارث الطبيعية ، العديد من المنظمات توفر الرعاية للفئات المحتاجة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة ، كما تقدم منظمات متنوعة أخرى دعما لتحسين نوعية التعليم وفرص التدريب المهني.
تعتمد هذه المنظمات بشكل كبير على التطوع لتحقيق أهدافها وبدعم مالي من المؤسسات الرسمية.
ميزة الأوروبيين يعبرون عن روح المبادرة والتفاني من خلال المشاركة في أعمال تطوعية في مختلف المجالات ،يؤدي هذا التطوع إلى تعزيز التواصل الاجتماعي وبناء شبكات علاقات قوية داخل المجتمع، كما يمكن أن يساهم في تعزيز مهارات الأفراد وتوجيههم نحو مسارات مهنية أفضل وتسليط الضوء على الخصاص وكذا على المبدعين.

في الختام، يمكن القول إن العمل الجمعوي في أوروبا يشكل عاملا أساسيا في تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي انطلاقا من شفافية التسيير و التدبير ، يساهم في بناء مجتمعات أكثر تلاحما ويعكس التزاما مستداما مستمرا بقيم العدالة والمساواة والمشاركة الميدانية .

 

جمال الغازي

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .