أمنوس .ما _ كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي
بقدرما كان الزلزال الذي ضرب بلادنا عنيفا ومؤلما، بقدرما أظهر للعالم أجمع طيبة المواطن المغربي ومعدنه القح والأصيل. صحيح أننا نتقاسم الحزن والحداد على أولائك الذين استشهدوا تحت وطأة الفاجعة، ولكننا أبدا لن نستسلم أو نتهاون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. بل إن المصاب يجعلنا نعيد بناء المستقبل بقوة أكثر وبعزيمة أكبر.
لقد عاين العالم أجمع تلك الموجات الواسعة من التضامن لدى جميع فئات المجتمع المغربي لمساعدة المتضررين والتخفيف عنهم، كما عاين أيضا تلك التبرعات الضخمة وتلك العمليات الرامية لجمع الإعانات وكذا مختلف المبادرات والتحركات التضامنية.. نعم، هكذا نحن المغاربة ملكا وشعبا في كل وقت وحين.. قلب واحد وروح واحدة ومصير مشترك.. إنها الأرض الطيبة التي لا يذبل غرسها على مر العصور والأجيال.
لقد انتشرت صور البيوت المنهارة بكثرة.. ورأينا من بين ما رأينا وسط أنقاضها كتبا تتحدث عن حب الوطن، وصورا للعائلة الملكية لازالت معلقة على بعض الجدران.. إنها لوحات من ملحمة الترابط بين العرش والشعب.. إنه الحب المتبادل بين مغاربة أوفياء وملك سارع إلى التبرع بدمه في مساهمة لإنقاذ حياة المنكوبين.. ملك لم يتأخر عن السفر لعين المكان قصد عيادة المصابين والتخفيف من آلامهم وأوجاعهم.. نعم، هذا هو مغربنا وهذا هو ملكنا وهذا هو شعبنا.. إننا منبت الأحرار ومشرق الأنوار..
في لقطة رائعة بالناظور أيها الأحبة، اتجهت فتاة صغيرة نحو دكان حيها.. اشترت علبة عصير صغيرة بدرهمين، ثم قصدت إحدى مراكز تجميع المساعدات.. قدمت للمسؤولين علبة العصير، وأوصتهم بأن يعملوا على نقلها وإهدائها لأحد إخوانها في المناطق المتضررة.. هل رأيتم غريزة التضامن في قلوب المغاربة!!.. هل رأيتم فطرة الخير التي حبانا إياها رب العباد!!..
ستبقى كل هاته الملاحم عبرا للأجيال القادمة ودروسا في مقررات مدارسنا.. وعزاؤنا في الراحلين أيها الأحبة أننا نحسبهم شهداء عند الله، وأنهم سيفتحون باب حياة أفضل لكل الناجين من هول الفاجعة.
الدروس كثير من ملكنا العظيم و لا من يعتبر هنا استحضر صورته في بداية مرحلة حكمه عندما ذهب الى مناطق مماثلة و كان يمشي في الوحل و الطين ،لكن الحكومة و المسؤولين لا يعتبرون