كتب في 1 سبتمبر 2023

عبد المنعم شوقي يكتب : إعلام إسباني متخلف

أمنوس .ما : كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي

 

تتبعنا كيف تهورت بعض وسائل الإعلام الإسبانية زاعمة أن الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالناظور السيد عبد الغني الطيبات يخفف أحكامه ضد المتاجرين في الهجرة السرية ويصدر في حقهم عقوبات غير مشددة مما يفاقم من تأثيرات هذه الظاهرة السلبية.
وقبل توجيه الحديث إلى هؤلاء المشككين ذوي النيات المبيتة، لا بأس بالتذكير أن السيد عبد الغني الطيبات هو واحد من أبرز من نالوا ثقة المواطنين وثقة أسرة العدالة برمتها بعد الثقة المولوية الكريمة طبعا بالنظر إلى كفاءته وحكمته ونزاهته.. بل إن أثره الطيب بقي راسخا في كل الأقاليم التي اشتغل فيها بجدية وأمانة وإخلاص.
ما لا يعلمه الإعلام الاسباني المتخلف أن دولتنا هي ذات سيادة وحكامة وقانون.. وما لا يعلمه أيضا هي أن بلادنا تمتلك من المؤسسات المختصة ما جعل منها نموذجا أمنيا يشهد به العالم أجمع. ألا يعلم هذا الإعلام الأخرق أن لدينا سلطة عليا تسهر على مثل هاته الشؤون؟؟.. ألا يعلم أن لدينا مجلسا أعلى للسلطة القضائية ورئاسة للنيابة العامة همهما الوحيد هو تطبيق القانون حسب المساطر والمحاضر؟؟… ألا يعلم أصلا أن صدور الأحكام ليس من اختصاص النيابة العامة وإنما من اختصاص مختلف محاكم الوطن؟؟… هل وصلت به الوقاحة حد التدخل في قضاء دولة أخرى؟؟… من ولاه وصيا على قضائنا ومحاكمنا؟؟…
ومن جهة أخرى، ألم يكن من الأجدر على هذا الإعلام الغبي أن يتساءل عن دواعي ومسببات هذه الهجرة السرية… ألا يدري أن دولته وباقي دول أوروبا قد نهبت كل خيرات بلادنا وخيرات افريقيا!!!… ألا يدري أن الريف الذي ينزف دما وألما لازال يتجرع السموم الكيماوية التي خلفتها دولته الاستعمارية!!!..
لقد كان حريا بهذا الإعلام الاسباني الباهت أن يدعو دولته إلى مصالحة حقيقية مع المغرب عموما ومع الريف على وجه الخصوص.. لقد كان حريا به أن يتقدم لحكومته بطلب بناء مستشفى لعلاج السرطان بالريف كتكفير على الأقل عما اقترفته في حق هذا الشعب البريء.. إنها وقاحة ليست بعدها وقاحة، فالضمير الإعلامي هو أن تتناول صلب الموضوع وأن تتدارس أسباب الظاهرة وأن تقترح العلاجات المناسبة بدل أن تتحدث عن التفاهات وتتدخل في أمور لا تعنيك لا من قريب ولا من بعيد.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

مقالات ذات الصلة

12 سبتمبر 2024

الأستاذ بوجمعة الكوي يكتب ‘حب بلا توبة’ (قصة أدبية قصيرة)

21 أغسطس 2024

Visita de la ministra de Defensa, ¿Casualidad o causalidad?

7 أغسطس 2024

ضرورة التحقق من الفواتير: مسؤولية الزبائن وأصحاب المقاهي والمطاعم

25 يوليو 2024

المجالس المنتخبة بالناظور وإشكالية التنزيل السليم لرسمية الأمازيغية