كتب في 28 يوليو 2023

حديث الأربعاء : النجاح لجنود الخفاء و الصور لعشاقها لإحساسهم بالنقص !!

 

 

أمنوس. ما : الحسين امزريني

 

التنظيم أساس كل نشاط كيفما كانت طبيعته ونوعية حضوره ووصفه بعض العارفين باللبينة الاولى للنجاح أو منعرجا للفشل ، رغم أنه يحتاج إلى ترسانة كبيرة من العنصر البشري برئاسة رأس حربة إضافة إلى ما هو لوجيستيكي فضلا عن البروتوكول الذي يختلف حسب نوع الأنشطة المنظمة.

 

فخلال عملية  التنظيم موضوع الحديث هناك من يسعى بكل ما أوتي من قوة لنجاحه كما يسعى البعض الآخر بأية وسيلة   لإفشاله بسبب الحقد الدفين الذي يسكنه وهذا هو طبيعة بعض مرضى النفوس المتلذذين بالسلبيبات و لا يعلمون للايجابيات سبيلا .

 

 

وبعد إنتهاء الحفل الذي يكون في الغالب ناجحا على كل الأصعدة بسبب التنظيم المحكم  فأول من تراه يتغنى بنجاحه هي تلك المخلوقات التي يشبه جلدها جلد التمساح كونه يتلون حسب المواقف إضافة إلى  تحدثهم بصيغة الجمع عن هذا النجاح الباهر   .

 

 

أما إذا قدر الله حدث ما لم يكن في الحسبان وفشلت عملية  التنظيم أو حدث فيه  خلل بسيط كون الإنسان العملي قد يخطئ ويصيب، ففي هذه الحالة سيكون في مقدمة  المنتقدين أهل جلد التمساح كما سينقلب خطابهم  من الجمع الى المفرد وسيتحولون إلى كائنات  سليطة اللسان وسيتجرؤون لتلقين الدروس، كأن تلك الكائنات لم تكن حاضرة خلال أطوار عملية  التنظيم مجسدين بذلك المقولة الشهيرة النجاح لنا والفشل لغيرنا .

 

 

أمثلة كثيرة ومتعددة ومتنوعة في هذا الصدد عشناها عن كثب ولازالت سارية المفعول، فهذا إن دل على شيئ إنما يدل على الأنا الزائدة المغروسة  داخل نفوس بعض  البشر الذين انخرطوا بدورهم  في عملية التنظيم موضوع الحديث  لإرضاء الخواطر أو للحفاظ على مناصبهم ، فلا يهمهم نجاح التنظيم اكثر ما يهمهم اخذ الصور رفقة أشخاص ذو وزن وظهورهم في الجرائد الإخبارية و قنوات القطب العمومي ببذلة رسمية وربطة العنق .

 

 

ويخرجون بعد ذلك إلى الشارع للتباهي بإنجازاتهم المنحصرة في اخذ الصور وظهورهم  في المواقع الإخبارية و قنوات القطب العمومي و حديثهم المؤقت مع عالية القوم  .

 

 

مثل هذه النماذج لا تذهب بعيدا  ستظهر على حقيقتها و سينكشف حتما  آمرها كما تنكشف المرأة التي تدعي الجمال  بعد إزالة المسحوق الذي طلى وجهها بعد انتهاء مدة صلاحيته على جسمها وتصبح بعد ذلك شبيهة بالشبح، وحبل كذبهم على أنفسهم قبل غيرهم قصير وسيكون مصيرهم الإهمال التدريجي إلى غاية فقدان كل شيء وسيعودون إلى وضعهم الطبيعي وسيشكلون بذلك عالة على أسرهم وتعود بذلك حليمة لعادتها القديمة.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

مقالات ذات الصلة

11 سبتمبر 2024

حديث الأربعاء: أهمية التسامح على الطريق لتفادي الحوادث

28 أغسطس 2024

حديث الأربعاء : دورات المجالس الجماعية: بين خدمة المواطن وتصفية الحسابات

21 أغسطس 2024

حديث الأربعاء: صيف قاتم في إقليم الناظور: بين ضحايا البحر وحوادث السير

1 أغسطس 2024

حديث الاربعاء : تنظيف مدينة الناظور: بين التحسينات والتحديات