أمنوس. ما _كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي
لاشك أن كاتبة أي مسؤول تلعب دورا هاما في تهييئ ظروف استقبال المرتفقين وتبسيط قضاء مصالحهم.. بل إن تأثيرها قد يكون أكثر فعالية من المسؤول نفسه.
وفي وسط مدينة الناظور أيها الأحبة، تتواجد كاتبة لأحد المسؤولين يبدو أنها قادمة من كوكب بعيد لتعيث في الأرض كيفما شاءت دون حسيب أو رقيب.. إنها بالفعل تتصرف حسب أهواء نفسها دونما أي احترام للآخرين. فلكي يستطيع أحدهم مقابلة المسؤول، لا تفرض ذات الكاتبة الاطلاع على سبب وموضوع اللقاء فحسب، بل إنها تجبره على إخبارها بكل تفاصيل الحديث الذي سيدلي به داخل مكتب المسؤول.. وحينذاك فقط، ستحسم السيدة الكاتبة في مصيرك بإحدى قرارين: إما رفض الدخول فتصبح أسرارك ملكا حصريا لها، وإما قبوله بشرط الاختصار في الوقت والكلام!!!.. أسلوبها هذا يجعل من كل مرتفق يحس وكأنه مجرم إلى غاية إثبات براءته.. هو أشبه بالفكر الاستعماري الذي يحولك إلى مدان بالفطرة..
لا أدري أيها الأحبة لماذا تحب هذه الكاتبة إذلال المرتفق وإرغامه على قول كل شيء رغم أن مهمتها تنحصر في ترتيب وتنظيم جدول استقبالات المسؤول للمرتفقين!!.. ولا أدري أيضا إن كانت تسمع بالعهد الجديد للإدارة القريبة من المواطنين، وإن كانت تعلم بأن توجيهات عامل الاقليم تنص على فتح أبواب الإدارات أمام الساكنة للاستماع لمشاكلها وقضاء مآربها!!…
ولكني من جهة أخرى أستغرب الصمت المريب للمسؤول عن تصرفات هذه الكاتبة.. ما الذي يمنعه من زجرها وإعادة توجيهها؟؟.. لماذا لم يضع حدا لسلوكاتها التي تثير استياء المواطنين؟؟… هل يدرك جيدا معارف ومحيط كاتبته؟؟.. هل هو راض عنها وعن خدماتها؟؟… هي أسئلة كثيرة تحتاج بالتأكيد إلى إجابات شافية لتنوير الرأي العام..
لقد حان الوقت أيها الأحبة للقطع مع هاته السلوكات الشاذة.. كفى ما تعيشه الساكنة من أوجاع وآلام بفعل غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة.. كفى ما نعاينه يوميا من بؤس وحزن على وجوه العديد من إخواننا وجيراننا وأصدقائنا.. كفى ما نسمعه من أنين وبكاء الأرامل واليتامى.. كفى ما نشهده من ركود في جل المجالات.. هل نحن فعلا لازلنا قادرين على تحمل مثل هذه النماذج في مكاتبنا وإداراتنا..
تعليقات الزوار ( 0 )