حديث الأربعاء : عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد

25 يونيو 2023 - 7:53 م

أمنوس. ما : الحسين امزريني

 

مع تطور العصور  أصبحت طقوس عيد الأضحى تندثر بشكل تدريجي، فبالأمس القريب رب الأسرة بعد عودته من تأدية صلاة العيد بمسجد  الحي أو المصلى ومباركة العيد لعائلته الصغيرة هو من كان يقوم بمهمة ذبح وسلخ الأضحية وصغاره محولقين حوله ،أما النساء فكانت مهمتهن تدبير شؤون مايصطلح عليه بالدوارة وشواء الرؤوس و كبد الخروف.

مباشرة بعد تناول الغذاء تبدأ تبادل الزيارات بين العائلات الأغلبة منهم يحمل ما جادت به أيديهم من لحم العيد لتقديمه لبعض الأسر، وبعد رحلة تستغرق ساعات كل واحد يعود إلى منزله للقيام بأمور تخص أضحيته.

بعد استراحة صغيرة يقوم رب الأسرة بتقطيع لحم العيد وترتيبه، فخلال عملية التقطيع هذه كانت تشاركونه نساء بيته من زوجة وبنات وزوجات الأبناء  فهن أعلم بالأجزاء التي تصلح للطبخ والتي تصلح لشواء و……..

وبعدها يجتمع الكل مرة أخرى  لتناول وجبة العشاء التي  كان الرأس المبخر عادة هو المستأسد على معظم الموائد بعد يوم متعب، وبعدها يخلد الجميع إلى النوم استعدادا لليوم الثاني من العيد.

مع بزوغ شمس اليوم الثاني من يوم العيد تقوم الأم أو من يوم مقامها من بناتها وزوجات أبنائها بعملية شواء اللحم على مجمار تقليدي إستعدادا لفطور الصباح مع تحضير بعض الماكولات التقليدية.

كما تقوم الأم بعد تناول فطور الصباح طبعا رفقة العائلة بمهمة تحضير بعض المواد التي تستعمل في إعداد الهيدورة التي كنا نعتقد أنها من فرائض مراسيم العيد.

أما اليوم فتحولت مناسبة عيد الأضحى إلى مناسبة شكلية والتباهي بأشكالها وأسعارها عبر مختلف التواصل الاجتماعي، كما يقوم الجزار بعملية الذبح والسلخ بأجرة تصل في بعض الأحيان إلى أربعة مائة درهم و يرسل رأس الخروف إلى خارج البيت قصد شوائه أما الهيدورة فيستغنى عنها برميها مع بقايا الخروف.

ومن بين العادات التي تعد دخيلة على المجتمع   فالنجار و الصباغ و العاطل عن العمل والشمكار و المخمور ، و……. ، الكل يتحول إلى مهنة الجزار ويقوم مقام رب الأسرة في النحر الذي تشترط فيه شروط للتقرب إلى الله فهي أصلا تقام لهذا الغرض.

إلا أن أغلبهم  غير مبالين بذلك فهمهم الوحيد والأوحد  هو نحر أكبر عدد من الأضاحي لكسب  ما لا يستطيعون كسبه خلال شهر في الأيام العادية.

إضافة إلى إنتظار رب الأسرة أو أحد أبنائه دوره في طابور طويل بإحدى محلات الجزارة قصد عملية  تقطيع الأضحية التي تحتاج هي الأخرى إلى ميزانية إضافية التي تتراوح غالبا بين مائة ومائة وخمسين درهم للأضحية الوحيدة.

في ظل طبعا غياب تبادل  الزيارات العائلية ومباركة العيد للأهل والأصدقاء والجيران رغم التقدم التكنولوجي حيث تعددت وسائل الإتصال.

فهذه هي طقوس عيد الأضحى في زمن جيل الفايسبوك والتيك توك والأنستغرام الواتساب و….!!!!!

ولم يتشبث بالطقوس التي تتماشى مع هذه المناسبة العظيمة إلا من رحم ربي.

 

 

 

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .