أمنوس. ما – كتب: ذ/ عبد المنعم شوقي
بعض أصدقائي وأقاربي يسألونني عن الأسباب التي تجعلني أحب المواظبة على حضور مناقشات نيل الشواهد العليا بالكلية المتعددة التخصصات للناظور. لهذا، ومن أجل تنويرهم وتنوير من لم تسعفه المناسبة ليطرح علي نفس السؤال، فإني أقول لهم ما يلي:
إن الاستماع إلى هذه الأطروحات التي يقدمها الطلبة الباحثون هي فرصة ذهبية لتعزيز ترسانتنا المعرفية.. فأصحاب الرسائل يبذلون جهودا مضنية في البحث والتنقيب من أمهات الكتب حتى يستطيعوا تقديم أطروحاتهم في أقوى حلة ممكنة، وبالتالي فإننا ننهل منها الكثير مما يعود علينا وعلى غيرنا بالنفع العميم. ثم إن مداخلات أعضاء لجنة المناقشة التي تتكون دائما من دكاترة متخصصين ومتمكنين تحمل بالضرورة كما هائلا من المعارف والمستجدات والتصحيحات والتنقيحات التي يستفيد منها الطلبة الباحثون مثلما نستفيد منها نحن الحاضرين أيضا. وهنا، تحضرني جملة سمعتها عن فضيلة الدكتور أحمد خرطة حينما قال بأن الملاحظات التي تقدمها لجن المناقشة هي عبارة عن هدايا معنوية وقيمة لفائدة الطلبة وعموم الحاضرين… إنها بالفعل هدايا ثمينة خصوصا وأن مقدميها هم جهابذة العلم ومتعمقون في المعرفة والتحليل وفقه الأمور.
ومن جهة أخرى، فمواظبتي على حضور هذه المناقشات مردها أيضا إلى رغبتي في تعزيز القاعة ودعم الطلبة الباحثين معنويا.. فهم حين يلتفتون فيجدوا حضورا وازنا أتى لمتابعتهم خصيصا، فإن ذلك يشكل بالنسبة لهم دفعة نفسية هامة تعينهم على التألق والعطاء. ثم بالله عليكم أيها الأحبة، هل تتصورون مقدار الفرحة التي نحس بها كحاضرين حين نشاهد دموع الفخر والاعتزاز تنهمر من عيون أمهات وآباء الطلبة الباحثين وهم يعاينون ثمار شقائهم وتعبهم وتربيتهم.. إنه أمر أشبه بخاتمة سعيدة لفيلم عاطفي مثير.
كل هذا ناهيك عن كون هذه المناسبات تعتبر فرصة للقاء مجموعة من الأصدقاء والزملاء والأساتذة الأفاضل وخصوصا منهم أولائك الذين باعدت بيننا وبينهم ظروف الحياة ومشاغلها.
هذه إذن أهم الأسباب التي تجعلني أحضر العديد من المناقشات برحاب كلية سلوان.. إنها بحق ملتقى العلوم والمعارف، ومدرسة لتقديم أعظم الدروس بالمجان.
تعليقات الزوار ( 0 )