أمنوس. ما : الحسين امزريني
عانت ساكنة الناظور مع لوبي تحكم في أسعار القبور كما شاء دون أي سند قانوني ، مستغلا ظروف أهل الميت جراء هول القدر الذي حل بهم بفقدان أحد أفراد عائلتهم، و المستفز في الأمر أن هذا اللوبي كان يحدد سعر القبر حسب نوعية المشيعين ووصل القبر الواحد لسيدة توفيت بالديار البلجيكية إلى 1300 درهم وهذه هي النقطة التي أفاضت الكأس.
فمن من موقعنا كإعلاميين شرعنا بالبحث والتقصي في أسعار القبور التي تحدد في باقي المدن المغربية ،لحسن حظنا مجهوداتنا لم تذهب سدى بل تكللت بالوصول إلى معلومات جد مهمة من مدينة برشيد، تفيد أن سعر القبر حدد هناك في 280 درهم شريطة الحصول على رخصة الدفن من المجلس الجماعي يتضمن إسم الهالك و رقم القبر كون المكلف بالمقابر يتم تدوينها في سجل خاص ليتم الرجوع إليه عند الإقتضاء كما أنه لا يسمح دفن الجنائز بعد صلاة العصر.
فاستعنا بالمعلومات السالفة ذكرها ونشرنا مقالا في الموضوع عبر موقع كاب ناظور حيث كنت اشغل مهمة رئيس تحرير الموقع، ولم يمضي على المقال وقتا كثيرا حتى تفاجأنا بإصدار قرار من رئيس جماعة الناظور السيد طارق يحيى يعلن من خلاله على مجموعة من الإجراءات بخصوص دفن الموتى ومن بينها تحديد سعر القبر في 300 درهم يؤدى بمقر الجماعة مقابل وصل مختوم، وانتهى هذا الإشكال ولازال هذا القرار ساري المفعول إلى حد كتابة هذه السطور.
إلا أن مقابر الناظور إبتليت بمنتحلي صفة السادة الفقهاء الأجلاء الذين يعلمون مكانتهم لدى الصغير قبل الكبير، فرغم وجودهم مرفوقين في غالب الأحيان بالسادة العلماء لتشييع جنازة ما، والكل يعلم دور العلماء و الفقهاء في مثل هذه المناسبات بالقاء موعضة والدعاء للميت ولكل موتى المسلمين ولجموع الحاضرين لم يشفع لهم ذلك، حيث يحل منتحلي صفتهم وقت كل تشييع الجنائز و يصطدم معهم أهل الميت حيث يفرضون عليهم بأداء مبالغ مالية، وفي هذه الحالة يبقى أهل الميت بين سندان فقدان أعز إنسان الذي شيعوه على التو ومطرقة منتحلي صفة السادة الفقهاء الأجلاء .
فمنتحلي صفة الفقهاء يتربصون بالمقبرة التي لها حرمتها الخاصة على مدار السنة كأنهم في ضيعة محفضة باسمهم الخاص ويجنون ثمارها دون أي مجهود يذكر بغض النظر عن الحالة التي يقصدون بها مقابر المسلمين التي تعد أول منزلة من منازل الآخرة فمنهم من يتناول الدوليو ومنهم من يتناول السلسيون ومنهم من يتناول جميع أنواع المسكرات .
ألم يحن الأوان لوضع حد لهذا التسيب الذي يعرفه مكان مقدس لدى عامة المسلمين؟ ألم يقتضي الأمر تدخل الجهات المسؤولة للقضاء على هذه الظاهرة التي تتناسل يوم بعد يوم.
فيكفي ما يتعرض له الأحياء من مختلف الاستفزازات من طرف هؤلاء ولا من يحرك ساكنا ، رغم العواقب التي تكون في غالب الأحيان وخيمة.
تعليقات الزوار ( 0 )