ذ رشيد صبار يكتب: قصة “ايام الجد والنشاط” لاحمد بوكماخ… وعلى اي جد ونشاط نتحدث؟؟

12 نوفمبر 2022 - 9:32 ص

أمنوس. ما _ كتب ذ رشيد صبار

 

اعود لكم أعزائي القراء إلى قصة جديدة من خلال قصص سلسلة “اقرا ” لكاتبنا احمد بوكماخ ،وقد عنوانها ب ” ايام الجد والنشاط”ورواها كمايلي:

استيقظ سعيد بكرة ،فوجد أمه قد هيأت له كل ما يحتاج إليه ،ولما انتهى بالاعتناء بهندامه ،تناول فطوره ،ثم انطلق إلى المدرسة مسرورا،وفي الطريق شاهد كثيرا من التلاميذ يسيرون إلى مدارسهم بجد ونشاط،لان ذلك اليوم ،كان اول يوم من السنة الدراسية الجديدة.

بعد قليل ،كان سعيد في ساحة المدرسة؛ وكان التلاميذ القدماء يؤلفون حلقات ،وهم يتبادلون الحكايات الصغيرة المضحكة ،ويتفرجون على ادواتهم المدرسية في غبطة وسرور ، أما التلاميذ الجدد فقد انفردوا في إحدى زوايا الساحة،متطلعين باهتمام بالغ، إلى نشاط زملائهم التلاميذ.

ذهب سعيد عند تلميذ جديد ،وقدم له نفسه قائلا:« انا سعيد الريفي» فأجابه التلميذ الجديد مصافحا « انا عبد الله الفاسي » فقال سعيد:«ستكون مسرورا بين اخوانك التلاميذ،لاننا نعيش في المدرسة كأسرة واحدة».

ماكان يرغب فيه كاتبنا هو خلق جسور التواصل والصداقة بين التلاميذ ،تعد الصداقة ضرورية جدا في حياتنا جميعا،اذ أننا لا نستطيع العيش دون وجود صديق،يشاركنا افراحنا واحزاننا،لذا حينما نحضى بصديق وفي ،نسعى جاهدين إلى التمسك به وعدم خسارته،ونحرص بالتأكيد على اختيار الصديق الافضل ،كونه بمنزلة الاخ والسند الذي نلجأ إليه دائما.

ولكن في بعض الأحيان تحدث اختلافات بيننا في وجهت النظر،فقد تطور إلى مشاكل تؤثر سلبا على علاقتنا وقد تهدد بانهائها.

ما ثار انتباهي في هذ القصة،لماذا اختار بالضبط كاتبنا لقب سعيد”بالريفي” وعبد الله ب “الفاسي”؟ ولماذا لم يلقبهم بالتطواني أو السوسي أو الطنجاوي أو الشلح…

ما كان يتنبؤ له كاتبنا بعد مرور أكثر من نصف قرن أن هاذين التلميذين سيصبحون في المستقبل شباب ورجالا مثقفون وواعون وأطر في مختلف المجالات ولهما ميولات سياسية،واديلوجية معينة وسيبحثون في التاريخ من اين جاء لقبهما هذا.

فبدأ سعيد الريفي يبحث في التاريخ عن لقبه ولقب صديقه عبد الله الفاسي،الا يكون عبد الله الفاسي حفيدا لعلال الفاسي ؟ هذا “الزعيم” الذي عاش مدة طويلة إبان الاستعمار في حروبه بجانب اسد الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي ويريد كاتبنا أن يجعل مني حفيدا له .

الزعيمين كانا يمتلكان جناحين مختلفين،الخطابي كان يأمن بالمقاومة المسلحة لتحرير البلاد ضد الاستعمار والتي كان يرى فيها الخطابي الخلاص أكثر نجاعة من الاستعمار، في حين كان علال الفاسي يؤمن بالعمل السياسي السلمي ولا يعطي للسلاح المقام الأول في العمل الوطني. لا نريد أن نخوض كثيرا في الكفاح المسلح أو السياسي ضد الاستعمار الاسباني والفرنسي ومساهمة الزعيمين في طردهم ،ونتائج الحروب والمعارك ، لأن الكثير ما رواه المؤرخون والباحثون في مجال التاريخ ، والكثير كان يؤمن بما يروى ويحكى عن الزعيمين وهناك من يكذب،وفي الأخير يبقى أنهما شخصيتان مرموقتان …ورغم الاختلافات التي كانت بينهما فإنها لم تأثر على علاقتهما في الكفاح والنضال.

في ختام هذا المقال اروي مقولة الخطابي التي قال فيها : لا أرى في هذا الوجود الا الحرية ،وكل ما سواها هو باطل،لا اريد ان اكون أميرا ولا حاكما،اريدوفقط أن اكون حرا في بلادي،وليس هناك نجاح أو فشل،انتصار أو هزيمة ،هناك شيئ واحد فقط اسمه الواجب وان اقود به قدر استطاعتي،وتعجب قائلا: ولا ادري باي منطق يستنكرون استعباد الفرد ويستسغون عباد الشعوب،لا أرى في هذا الوجود الا الحرية وكل ما سواها فهو باطل.( عن قناة ملخص القصة)

الوطن ايظا هو المكان الذي يفكر الإنسان بمن عاش معهم في السراء والذراء من أحبته ومن قابلهم في سنية الاولى وما كان بينه وبينهم من أحداث ومواقف كانت إيجابية أو سلبية ،فالذكرى الجميلة تتحكم بالإنسان وتحلل إليه الأمر السيء القبيح.ومن هنا فالوطن غير قابل للمساومة باي شكل من الاشكال،ولا يقبل التفاوض عليه،لانه ارض الأجداد وارض الاحفاد،لانه ذاكرتنا وهويتنا،ولانه أجمل بقاع الأرض في عيوننا،وهكذا تكون ايام الجد والنشاط.

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .