لمحة عن تازوضا وأسماء جغرافيا هذه المنطقة وقلعتها منذ تأسيسها منذ عراقة التاريخ.

5 يونيو 2021 - 10:18 ص

بحث جمال بوطيبي

نبدأ يومنا بما تم الكشف عنه لرسوم وأجران بجبل تازوضا منها [رسم الإطلالة» إسم الله منقوش على جرف يطل على مكان تاريخي واثري لمنطة الشمال الشرقي الاقصى للمغرب أو موريزيا قديما و NIKOR AI حدود «مملكة النكور» وما يصبح تعرف به في القرون الوسطى أو الإسلامية ونحن في إقليم «كرط» أو «قرط» الذي يعني باللغة السامية «مدينة» ك «قرط أجنى» الذي يعني «مدينة السماء» قرطاجنة، وإسم «جارت ⵊⴰⵔⵜ jaṛt» الذي لايزال يعرف به الغرب الشمالي بلغتنا وما يكتسيه من أهمية ميثولوجية في المجتمع الأمازيغي القديم حيث نجد أن هذا الإتجاه كان يتفائل حتى بالرياح التي تأتي منه، وأيضاً نجد المجتمع الأمازيغي القديم قد دفن موتاه في هذا الإتجاه اي الغروب وحتى السكن كان الواجهة المفضلة التي تفتح اليه أبواب المسكن وعلميا أن هذا الإتجاه بالضبط يشكل نجما في السماء يعرف بنجم الشمال وكان كبوصلة للملاحة البحرية وطريقا استشعار لحركة النحل حيث تفضل النحل السكن لأنه اتجاه يوزي اعتدال الشمس وخط الاستواء وأيضاً يجنبها رياح الشرقي والغربي واستقطاب حركة الشمس لفترة طويلة من اليوم.
وقد يحكى ان ملكا من ملوك تازوضا القدماء اسمه «ⴱⴰⵖⵓ bⴰɣɣu باغو» ربما الاسم الذي تذكره المصادر التاريخية الذي غزى إسبانيا قبل الميلاد «بوگود» .
وهذا الإسم المنقوش على هذا الارتفاع الشاهق والذي ينادي لرب الملكوت «الله» كان راسبا لموقع مكان خلوة وتعبد ونعلم جميعاً من خلال الرواية الشفاهية أن الولي الصالح سيدي أحمد الحاج الذي سمي المرتفع على اسمه كان زاهدا متصوفا يخلوا بربه بكهف في اعلى الجبل وما يوضح اكثر ماسمعته عن أحد المعمرين السيداليين أن سيدي مسعود الغساسي المرابطي وسيدي احمد الحاج جرحا بعد الدفاع عن مدينة غساسة القلعية ولما رأى سيدي مسعود الغساسي المرابطي قد استشهد جرح هو أيضاً ووصى أن يربطوه على صهوة جواده وينطلق به إلى مكان خلوته بأعلى جبل تازوضا ليتم دفنه بموضع خلوته وتعبده بالله .
وبالإضافة إلى رسم اخر يمثل برج تازوضا وتصميمه بمحاذاة التلة المحصنة والأجران أو الحفر المستدلة على أهمية المنطقة اثريا وتاريخيا التي يجب أن تحظى باهتمام واسع لقراءة دلالات هذه الرسوم.
تازوضا: أمس الأربعاء 2 يونيو 2021
__تمدنتازوضا__________
مدينة تازوضا في فترتها بالقرنين 14الى 16 الميلادي يقول إبن خلدون: « لما دخل بنو مرين المغرب واقتسموا أعماله، كان لبني وطاس بلاد الريف، فكانت ضواحيها لنزولهم وأمصارها ورعاياه لجبايتهم”. ويواصل إبن خلدون قوله : “وكان بنو الوزير منهم يسمون إلى الرئاسة ويريدون الخروج على بني عبد الحق وقد تكرر ذلك منهم ثم أذعنوا إلى الطاعة وراضوا أنفسهم على الخدمة فاستعملهم بنو عبد الحق في وجوه الولايات والأعمال واستظهروا بهم علـى أمور دولتهم، فحسن أثرهـم لديها وتعدد الوزراء منهم فيها”
قاموا بثورة سنة (691هـ / 1292م) للإحتفاظ بنفوذهم داخل هذا الحصن، وٱمتدت ثورتهم فشملت منطقة الريف، ثم طردوا الوالي المريني وحاشيته، وسيطروا على الحصن، مما دفع السلطان يوسف بن يعقوب المريني إلى تجهيز جيش كبير، جعل عليه عمر بن المسعود بن خرباش أحد قادته المخلصين، وأمره بالتوجه إلى حصن تازوطا، ثم خرج السلطان بنفسه على رأس جيش آخر، وحاصر الجيشان الحصن أي «تازوضا»مدة عشرة أشهر، وتمكن عمر خرباش وعامر ابن يحيى بن الوزير الوطاسى زعيما الوطاسيين من الفرار بأموالهما إلى “تلمسان”، ودخل السلطان الحصن، وأنزل العقاب بالوطاسيين ثم عاد إلى عاصمته فاس في آخر جمادى الأولى سنة (692هـ / أبريل1693م).
وفي عهد الشيخ محمد الوطاسي سنة 897هـ استولت الملكة إيزابيلا على قاعدة بلاد قشتالة وعلى غرناطة ومحت دولة بني الأحمر من جزيرة الأندلس وتفرق أهلها في بلاد المغرب وغيرها، وانتقل «أبو عبد الله الأحمر» آخر ملوك الأندلس إلى النزول بمرسى «غساسة» القلعية وبعدها تقدم لاجئا إلى الشيخ الوطاسي في فاس بأهله وأولاده وبنى فيها عدة قصور على الطراز الأندلسي وتوفي بها سنة 940هـ.
، ولا يمكن الوصول إلى قلعة تازوضا إلا عبر طريق ومخرج واحد يؤدي بنا إلى قلعة تازوضا بقمة جبل «كوركو» على ارتفاع 600 م ، على الحافة الشمالية من فوهة المسلك الشرفي الوحيد ، نتيجة الارتفاع العمودي للحافات الثلاث الغربية والشمالية. مما وفر لها حصانة ومناعة طبيعيتين إستغلت منذ القديم إلى غاية فترة الحماية الإسبانية . وتعني كلمة ” تازوطا ” بالأمازيغية ” القصعة ” أو الإناء الخزفي الدائري الشكل . ويطل هذا الموقع الإستراتيجي على سهول «بوهرك» نقرأ في بعض التلميحات المصدرية القديمة وخاصة الرومانية والمؤرخ سالوستينوس في كتابه: «حروب يوگرطن» ذكر بأن القائد الروماني ماريوسالإفريقي أمر بيناء حصن بجانب نهر ملوية . وهو ما دفع «#كريلي» الإعتقاد أن الحصن المذكور هو تازوضا الحالية ، ويبقى هذا الإحتمال ضعيفا نظراً للبعد الجغرافي الكبير بين هضبة تازوضا ونهر ملوية ، ومن خلال و العملات النقدية المعثور عليها بعين المكان ، يؤرخ بعض الباحثين هذا الموقع إلى لقرن الثالث الميلادي ، وكما هو الشأن لمليلة ، ستسكن المدينة قبيلة ” بنوورتندي اوهم بنو بطوية حسب ما أورد ابن حوقل ) . وكانت عشائر تابعة لأراضي « مملكة نكور» ، ويسميها البكري قلعة جارة ” .. وهي حصن منيع لا متناول له ولا مطمع فيه … ومن الراجح أن يتعلق الأمر بتازوضا التي دمرها ميسور الخصي العبيدي عنة 323 ه ، وإعادة بنائها على يد الأندلسيين لصالح موسی بن أبي العافية ، وستخربها جيوش القائد جوهر الصقلي سنة 347 ه . وسنة 459 بعد ذلك وتم تجديد الحصن إثر استدعاء محمد بن إدريس آخر ملوك بني حمود المالقيين لمواجهة الزحف المرابطي، وكانت فترة إزدهار تازوضا في القرن الرابع عشر في العهد المريني ، ومن المحتمل ، کما يقول: ليون الإفريقي ، أن يكون بنو مرین هم من بناها ، علما أنها دمرت عدة مرات.وازدهرت تازوضا فترة المرينيين بمجيء الثروات إليها من مواني مليلة ، وغساسة التي تذكرها الوثائق التاريخية ، ومن الجدير بالذكر أن البلدة عرفت في المصادر التاريخية بكونها مقصدا للقوافل التجارية ، سواء الأتية من سجلماسة ، أو من مراسي النکور غربا ، أو تلك التي كانت تنقل إلى مخازن ومستودعات تازوضا المحصنة ، والمنيعة ، زيادة على أنها كانت كانت تقصد مراسي «قلوع کرط» من الأندلس وتعتبر عاصمة سياسية واقتصادية في الجهة الشمالية الشرقية للمغرب وخاصة في المرحلة المرينية ، أطلق عليها الاسم الجديد #حصنتازوضا، وأخذ الإسم القديم ” قلعةجارة ” في الإختفاء والتوري تماشيا مع الدور الجديد للقلعة والمدينة الذي اضطلعت به ؛ إذ مما يتوارث عن الأسلاف بالمنطقة أنه كان يوجد بجوار المخازن رهري ” مما كانت تتضمن سوق للحبوب خاصة تكتال منه القبائل الأمازيغية القلعية ، وقد ارتبطت بهذا السوق حكايات وأساطير ترجع عهود قديمة جدا .
المراجع:
ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ج6، دار الكتب اللبنانية، بيروت 1958، ص195-201، ج 6.
✓ابن عذاري، أبو العباس أحمد بن محمد المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق : ج.س كولان وليفي بروفنسال، ج 1، الطبعة الخامسة، دار الثقافة، بيروت ولبنان، 1998م.
✓Saez Cazorla , J. M .: ” Atlas Arqueologico de Melilla ” , Trapona 2 , 1988.
✓Gozalbes,E,,” Atlas Arqueologico del Rif , Cuadernos de la Biblioteca española Tetuan , 1980

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .