الباحث في التراث الريفي السي جمال البوطيبي يقدم نبذة عن مغارة إفري نعمار

7 أكتوبر 2020 - 11:12 م

جمال البوطيبي

الباحث في التراث الريفي السي جمال البوطيبي يقدم نبذة عن مغارة إفري نعمار بأفسو جنوب الناضور، والتي إكتشف فيها هيكل عظمي يرجع تاريخه إلى العصور الحجرية وفترته الزمنية تؤرخ 175000 سنة قبل الحاضر ، والذي يتضمن البحث أهم المصادر والحيثيات المكتشفة بالمغارة وتعتبر من الشواهد الأثرية التي تؤرخ فترة الإنسان الإيبيريموريزي والعطيري والمناخ الخصب والنماء لنشأة الإنسان العاقل.
Ifri n’Amarar إفري نعمار هو موقع استثنائي لما قبل التاريخ بسبب الإمكانات الأثرية والاكتشافات العلمية التي حققها العلماء، تم اكتشاف الكهف وحفره بين عامي 1997 و 2012 من قبل فريق من الباحثين المغاربة والألمان كجزء من برنامج تعاون (برنامج أبحاث ما قبل التاريخ وأبحاث ما قبل التاريخ في الريف الشرقي) بدأته مؤسستين من البلدين.
ويكتسي الموقع وماٱكتشف فيه بالفعل تسلسلًا زمنيًا من أزمنة عصور ماقبل التاريخ، يبلغ طول الكهف ستة أمتار الذي كان يتوافق للسكن فترة العصر الحجري القديم تم تخصيص عدد من المنشورات للبيانات الأثرية الناتجة عن هذا العمل الاثري ، ولا سيما إنتاج دراسة مخصصة حصريًا الإكتشافات الاركلوجية ومنها هذا العمل الاثري عام 2010 ،قام الموقع بٱكتشاف كمية من الأجسام واللقى الحجرية المميزة لثقافات العصر الحجري القديم ذي الجانب التزييني والصدفيات البحرية والحلزونات بالإضافة إلى أدوات حجرية مصقولة كانت مخصصة للعمل اليومي وخاصة الصيد ومكّنت التحليلات المنجزة من هذه الأدوات الحجرية الإستثنائية من الحصول على معلومات مثيرة للاهتمام بشأن طريقة حياة إنسان ماقبل التاريخ ساكني الكهوف خلال هذه الفترة الطويلة على وجه الخصوص فيما يتعلق بطريقة تشريد السكان البشر وٱستغلالهم الصيد البحري والغابوي وتبين الأبحاث العلمية أن هذه المنطقة الشرقية من المغرب كانت اراضي خصبة وغابوية وذات وحوش انقرضت بفعل المناخ والصيد . كما قام الموقع بتسليم بعض العينات من الأصداف المثقبة ذات الأهمية الرمزية المخصصة للزينة ، وهو دليل لا جدال فيه على الحداثة التي كانت تتميز بها تلك المنطقة الشرقية من المغرب القديم.والتي تعود هذه الآثار إلى حوالي 175.000 سنة حسب نتائج التأريخ المحصل عليها.وقد سبق أن أرخت هذه الحضارة، التي تم اكتشافها لأول مرة بموقع بئر العاطر بالجزائر، مابين 20.000 و40.000 سنة. بعد ذلك، مكنت بعض الأبحاث المنجزة حديثا بمواقع أثرية مغربية من الحصول على 110.000 سنة كأقدم تاريخ لهذه الحضارة بمغارة تافوغالت في المغرب.
وأصبحت هذه المعطيات متجاوزة في الوقت الراهن تبعا لنتائج التأريخ الجديدة المحصل عليها بموقع أفري ن عمار.
بالإضافة إلى ذلك مكنت الأبحاث الميدانية المنجزة بالموقع خلال سبع سنوات تحت إشراف الأستاذ الباحث عبد السلام مقداد، والدكتور جوزيف انفانكر (joef Ewanger) من اكتشاف عدد هائل من اللقى الأثرية العثيرية. تتضمن هذه الأخيرة رؤوس رماح وأدوات مذنبة استعملها الإنسان آنذاك في الصيد. وأدوات أخرى كالمكاشط، المحكات والصفائح التي استعملت ،من المحتمل، في قطع اللحوم وفي دباغة جلود الوحيش.
ومن بين أهم اللقى الأثرية المتكشفة بنفس الموقع، أصداف من صنف “ناساريوس” استعملها الإنسان العثيري ك حلي للزينة . وتعد هذه الأصداف التي تم العثور عليها كذلك بمواقع “سكول” بفلسطين بلومبوس بجنوب إفريقيا، واد جبانة بالجزائر وتافوغالت بالمغرب المؤرخة بأكثر من 110.000 سنة، من أقدم أشكال التعمير الرمزي التي اعتقد أن ظهورها مرتبط بالإنسان الحديث الذي عمر أوروبا منذ 40.000 سنة.
أما آثار الحضارة الايبيروموريزية حسب جدول المعطيات نفسه تتمثل في نماذج متنوعة من الأدوات الحجرية وأخرى عظمية بالإضافة الى حلي تتضمن أصناف مختلفة من الأصداف البحرية، وقد اعتمد الإنسان الايبيروموريزي في نظامه الغذائي على صيد حيوانات وحشية وقطف الثمار كما يعتبر أيضا من من مستهلكي الحلزون.
الهياكل العظمية أيضاً التي تم العثور عليها بالمغارة المذكورة تعود لأربع أطفال دفنوا في مقتبل العمر حوالي 15000 سنة ولإنسان بالغ دفن جالسا حوالي 18000 سنة، وذلك حسب طقوس جنائزية كان يستخدمها الإنسان الايبيروموريزي إضافة الى وضع صباغة حمراء تم طلائها على الجدار الأيسر للمغارة منذ حوالي 14000 سنة يعتبر كأقدم تعبير فني بشمال إفريقيا.
المصدر:
http://www.patrimoineculturel.ma/index.php?option=com_content&view=article&id=346:ifri-n-ammar&catid=105:Paleolithique-moyen&Itemid=230

 

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .